الكاتب : خالد سعيد
الموقع بص وطل
لا تزال وسائل الإعلام الإسرائيلية تحاول التخفيف عن مبارك والدعاء له بصحة طيبة، وبمحاكمة عادلة، بل وبموت هادئ!من بين الكتابات الإسرائيلية الأخيرة التي تناولت صحة مبارك ووجوب محاكمته من الشارع المصري، ما ذكرته سميدار بيري -محررة الشئون العربية بصحيفة يديعوت أحرونوت والمتخصصة في الشأن المصري- من أنه يجب ترك مبارك ينعم بموت هادئ! "فبعد حبسه في مستشفى شرم الشيخ منذ خلعه في الحادي عشر من فبراير الماضي، لم يتمكن من الخروج منها حتى الآن، ويطالب المصريون بمحاكمته على قتل الثوار، ولكننا نريد موته بهدوء، فاتركوه يموت بهدوء"!
هكذا قالت الكاتبة الإسرائيلية، وهو ما يدلّ بلا شك على مدى التعاطف الكبير مع الرئيس المخلوع، أليس مبارك كان كنزا ثمينا لإسرائيل من قبل وطيلة ثلاثين عاما؟ لكن المؤسف أنها استندت إلى مقال للكاتب جهاد الخازن بصحيفة الحياة اللندنية حول الشأن نفسه، بترك مبارك ينعم بموت هادئ، بدعوى أنه أبعد مصر عن مغامرات المعارك والحروب العسكرية، وأنه أفضل من الرؤساء الثلاثة الذين سبقوه؛ سواء الملك فاروق، أو الرئيس جمال عبد الناصر، أو الرئيس محمد أنور السادات، لكن نظرة إبعاد المسئولية عن مبارك تسيطر على مقال الكاتبة الإسرائيلية، وتحاول الدفاع عنه بكل قوة.
وتشير الصحيفة العبرية إلى أن مبارك بالفعل كان يغيب عن الوعي لفترات طويلة، فتقول: فلماذا لم يغب مبارك عن الوعي طويلا ويتركه المصريون ينعم بموت هادئ؟ زاعمة أنه أفضل الحلول للشارع المصري في الوقت الراهن.
الغريب أن جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية تناقلت خبر دخول مبارك في غيبوبة، وألقت عليه الضوء بشكل لافت للنظر، وكأنها ترى في ذلك راحة للجميع، فيقول "رون بن يشاي" -المحلل السياسي للصحيفة نفسها (يديعوت أحرونوت)- الأحد الماضي أن مبارك في غيبوبة كاملة، وقطاع غزة ينعم بعمليات تهريب السلاح من سيناء، وكأنه يوضح لنا أن مبارك كان يمنع بشتى الطرق عمليات تهريب السلاح إلى غزة، ويشترك مع الإسرائيليين في حصار أهالي القطاع أيضا! مؤكدا أنه من الصعب التكهن بالوضع العسكري والاستراتيجي لمنطقة الشرق الأوسط بعد سقوط مبارك.
أوضح بن يشاي في مقاله المطوّل أن ثمة أطرافا عربية ومصرية استفادت من سقوط مبارك ونظامه، أهمهم حركة الإخوان المسلمين التي صعد نجمها سياسيا بعد الثورة، وبدأت تصول وتجول في الشارع المصري بحرية واطمئنان عن ذي قبل، وللمرة الأولى في تاريخها، فضلا عن استفادة حركتي الجهاد الإسلامي وحماس في تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة عبر شبه جزيرة سيناء، حتى إن مقال رون بن يشاي جاء تحت عنوان "مبارك مخلوع وفي غزة 10 آلاف قذيفة وصاروخ"، وهو ما يعني أن مبارك كان يحبس أنفاس الفلسطينيين لصالح الإسرائيليين، وهو ما كان مصدر سعادة وفخر للإسرائيليين!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق